اسرائيل تطلب من مستشفياتها الاستعداد لزلزال مدمر

اسرائيل تطلب من مستشفياتها الاستعداد لزلزال مدمر


دمار خلفته هزة ارضية

الاثنين يونيو 30 2008
القدس - - أفادت تقارير إسرائيلية أن وزارة الصحة تستعد لهزة أرضية قوية تضرب شمال البلاد، وأصدرت تعليماتها بتحسين مدى الجاهزية لكارثة واسعة النطاق، وأن المدير العام لوزارة الصحة، البروفيسور آفي يسرائيلي، قد أصدر تعليماته إلى مستشفيات الشمال وممثلي صناديق المرضى في المنطقة بالعمل على الدفع بمستوى الجاهزية في الجهاز الصحي لإمكانية وقوع هزة أرضية قوية. وثمة توقعات قائمة على تقدير ما سيدمر من المنازل والمباني العامة مفادها ان من المحتمل ان يلقى 16 الف شخص حتفهم في زلزال شديد القوة.
وجاء في رسالة المدير العام لوزارة الصحة الاسرائيلية إلى الجهات الطبية ذات الصلة، من بينها مديري المستشفيات في الشمال وطواقم الإسعاف وصناديق المرضى وكبار المسؤولين في الجهاز الصحي، أنه منذ أوساط شباط (فبراير) لوحظت ظاهرة سيسموغرافية غير عادية في جنوب لبنان، وأنه وقعت في المنطقة أكثر من 500 هزة أرضية خلال ثلاثة اشهر، معظمها لم يتجاوز شدته درجتين بحسب مقياس ريختر. وبحسب رسالة المدير العام لوزارة الصحة، فإن الأيام العشرة الممتدة من أواخر أيار (مايو) وحتى مطلع حزيران (يونيو) قد تصاعدت شدة الهزات الأرضية في جنوب لبنان، وشعر بها سكان الشمال في البلاد. (لمزيد من التفاصيل انقر على العنوان)
كما جاء في رسالته أن أبحاثا كثيرة قد أجريت من قبل المعهد الجيوفيزيائي تشير إلى أن التغيير في وتيرة النشاط الزلزالي والهزات الأرضية في جنوب لبنان، الأمر الذي يزيد من احتمالات حصول هزة أرضية مدمرة في الشمال. وبحسب هذه التقديرات فإن هناك احتمالا بوقوع هزة أرضية تصل شدتها إلى 6 درجات على مقياس ريختر، وتكون بالغة التأثير على بلدات الشمال، بدءاً من حيفا وشمالا، ومن المتوقع أن تتسبب بدمار كبير للمباني والبنى التحتية.
وعلى خلفية هذه التقديرات طالب المدير العام لوزارة الصحة برفع مستوى الجاهزية فورا استعدادا لإمكانية وقوع هزة أرضية مدمرة، تشتمل على سلسلة من الفعاليات التي يتوجب القيام بها فور وقوع الهزة، من بينها استكمال الإجراءات التنظيمية وفحص المعدات الطبية الحيوية وأجهزة الاتصال المرتبطة بالأقمار الصناعية.
وفي السياق ذاته، نقل عن مدير مستشفى "زيف" في صفد قوله إنه على المستوى المبدئي هناك تعليمات بشأن التصرف خلال وقوع الهزة، تبدأ بالبحث عن مكان آمن، إلا أن الحل الصحيح هو الاستثمار بالبنية التحتية. وبحسبه فإن الحكومة تحتفظ بالميزانيات لترميم الأضرار وليس للاستثمار في درئها.
يذكر أن تقارير سابقة كانت قد أشارت إلى احتمال وقوع هزة أرضية مدمرة، يسقط جراءها عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين، ويصبح مئات الآلاف بدون مأوى.
وتؤكد وثيقة لوزارة الصحة عدم جاهزية مستشفيات الشمال للهزة الأرضية المتوقعة.
يذكر في هذا السياق أن وثيقة أعدتها وزارة الصحة الإسرائيلية، قبل ثلاثة اشهر قد بينت أن هناك أقساما كاملة في المستشفيات الموجودة في منطقة الشمال من الممكن أن تنهار في حال وقوع هزة أرضية قوية.
وجاء في الوثيقة أنه في مستشفى "بني تسيون" في حيفا، ومستشفى "زيف" في صفد، هناك احتمال "تصادم بين الأقسام، الأمر الذي يؤدي إلى أضرار كبيرة في حال وقوع هزة أرضية".
وفي مستشفى "بورية" في طبرية يعتبر الوضع خطيرا في أقسام العلاج المكثف والاستقبال وقسم الأطفال. أما في مستشفى "رامبام" في حيفا فمن الممكن أن تقع أضرار ضخمة بشكل تسلسلي فور وقوع الهزة الأرضية.
وبحسب الوثيقة، فإن ذلك يعني أنه في حال وقوع هزة أرضية قوية فلن يكون في الشمال أي مستشفى يقدم العلاج للأعداد الكبيرة من المصابين، والذي كانت قد أشارت تقارير سابقة بأنها قد تصل إلى أكثر من مائة ألف مصاب.
وكانت قد أشارت التوقعات إلى احتمال حصول هزة أرضية مدمرة في كل لحظة، خصوصاً وأن البلاد تتعرض إلى هزات مماثلة متكررة خلال كل 80-90 عاما، كان آخرها في العام 1927، قبل 81 عاما. وفي هذا السياق فقد اعتبرت وثيقة وزارة الصحة أن مستشفيات الشمال معرضة لأخطار كبيرة في حال وقوع الهزة المدمرة، بسبب قربها من الشق السوري الأفريقي وقربها من الكرمل.
وجاء أن وزارة الصحة أجرت دراسة على مدى صمود مباني المستشفيات، وقدمت النتائج للجنة الكنيست لفحص الجاهزية للهزة الأرضية، برئاسة عضو الكنيست موشي كحلون (الليكود).
وكان رئيس بلدية إيلات، مئير هليفي، قد صرح أن مستشفى "يوسيفطال" في إيلات، يقع على مسار الشق السوري الأفريقي، أي أنه مقام في المكان الذي يمنع البناء فيه اليوم.
وكتبت مسؤولة كبيرة في وزارة الصحة الاسرائيليةفي تقريرها للجنة أن هناك حاجة لتقوية ما يقارب مليون مترا مربعا في المستشفيات، بتكلفة تصل إلى 100 دولار للمتر المربع الواحد، أي ما يقارب 360 مليون شيكل.
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان المفتش العام للشرطة الاسرائيلية يوسي فيلنير حذر لجنة خاصة في الكنيست تتولى فحص الاستعدادات لاحتمال وقوع زلزال قال ان التقديرات تشير الى ان نحو 16000 ضحية من المرجح ان يلقوا حتفهم في زلزال قوي، ولكن عقبات ميزانية تعرقل قدرة الشرطة على الاستعداد للمهمة الجبارة المتمثلة في تحديد هويات القتلى قبل دفنهم.
وتعهد خطة الاستعداد الوطنية بالمسؤولية عن عملية التعرف على الضحايا الى الشرطة، التي يقول فيلنير انها قادرة حاليا على التعرف فقط على 250 جثة يوميا. وقد تم طلب برنامج حاسوب مصمم لتسريع العملية من الخارج. ولكن استخدام النظام – وسعره 220 الف دولار – لن يبدأ الا بحلول بداية العام القادم.
وتستند التوقعات لعدد القتلى الى تقديرات تقيم مدى الدمار الذي سيحل بالبنى السكنية والعامة في حدث مثل هزة ارضية واسعة النطاق.
ويؤكد خبراء جيولوجيون ان هزات ارضية فتاكة تضرب اسرائيل في دورة زلزالية مدتها 80 عاما، وقد سجلت آخرها عام 1927.
واشار فيلنير الى ان خططا يجب ان توضع لامكانية دفن الجثث اولا ومن ثم استخراجها للتعرف عليها لاحقا. وقال رئيس اللجنة البرلمانية، عضو الكنيست موشيه كاهلون(ليكود) ان خيار تخزين الجثث في حاويات تبريد يدرس ايضا.
وبحسب فيلنير، فان دائرة الطب الشرعي في الشرطة تفتقر الى 1،2 مليون دولار اللازمة لكي تزود بشكل مناسب احتياطات مخزوناتها للطوارىء.
وسيستخدم التمويل، من بين امور اخرى، لتأسيس قاعدة بيانات حيوية وطنية تتكون من الحمض النووي وعلامات تحديد لبصمات الاصابع.
واكد فيلنير على وجود نقص في الخبراء الشرعيين والمختبرات المتطورة المناسبة. وفي الوقت الحالي، تعتمد الشرطة على سبعة اطباء في معهد الطب الشرعي في ابو كبير، الذي بوسعه التعرف فقط على 100 جثة يوميا.
ويقوم مدراء الشرطة حاليا بصياغة بروتوكول لتنسيق الجهود على المستوى الوطني، رغم ان كل لواء في الشرطة الاسرائيلية لديه خطة اقليمية تسمح له بالتصرف بشكل مستقل في حالات انقطاع التيار الكهربائي وتدمير البنية التحتية للمواصلات.
وقالت الشرطة ان التمويل الذي تسعى للحصول عليه للخطة يبلغ 9،8 مليون دولار. ولكن نائب مدير وزارة الامن الداخلي، اليعيزير روزينباوم، قال انه يشك في ان الشرطة ستتمكن من الحصول على كامل المبلغ بدون تعديل الميزانية الحالية.