يافا عروس البحر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يافا عروس البحر
مدينة يافا تعني الجميل أو المنظر الجميل
تحتل مدينة يافا موقعا طبيعياً متميزا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند التقاء دائرة عرض 32.3ْ شمالا وخط طول 34.17 شرقا، وذلك الى الجنوب من مصب نهر العوجا بحوالي 7 كيلو مترات وعلى بعد 60 كيلو متر شمال غرب القدس، وقد اسهمت العوامل الطبيعية في جعل هذا الموقع منيعا يشرف على طرق المواصلات والتجارة، وهي بذلك تعتبر احدى البوابات الغربية الفلسطينية، حيث يتم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وافريقيا، وكان لافتتاح مينائها عام 1936 دور كبير في ازدهارها فيما بعد
واحتفظت مدينة يافا بهذه التسمية " يافا أو "يافة" منذ نشأتها مع بعض التحريف البسيط دون المساس بمدلول التسمية. والاسم الحالي "يافا" مشتق من الاسم الكنعاني للمدينة يافا التي تعني الجميل أو المنظر الجميل، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن جميع تسميات المدينة التي وردت في المصادر القديمة تعبر عن معنى "الجمال". وأقدم تسجيل لاسم يافا وصلنا حتى الآن، جاء باللغة الهيروغليفية، من عهد "تحتمس الثالث" حيث ورد اسمها "يوبا" أو "يبو" حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، ضمن البلاد الآسيوية التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية المصرية، وتكرر الاسم بعد ذلك في بردية مصرية أيضاً ذات صفة جغرافية تعرف ببردية " أنستازي الأول" تؤرخ بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقد أشارت تلك البردية إلى جمال مدينة يافا الفتان بوصف شاعري جميل يلفت الأنظار.
ثم جاء اسم يافا ضمن المدن التي استولى عليها "سنحاريب" ملك آشور في حملته عام 701 قبل الميلاد على النحو التالي : "يا – اب – بو" وورد اسمها في نقش أمير صيدا، يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، على النحو التالي: "جوهو"، حيث أشار فيه إلى أن ملك الفرس قد منحه " يافا " ومدينة "دور" مكافأة له على أعماله الجليلة. أما في العهد الهلينستي، فقد ورد الاسم يوبا وذكر بعض الأساطير اليونانية القديمة أن هذه التسمية "يوبا" مشتقة من "يوبي" بنت إله الريح عند الرومان. كما جاء اسم يافا في بردية " زينون"، التي تنسب إلى موظف الخزانة المصرية الذي ذكر أنه زارها في الفترة ما بين (259-258 ق .م) أثناء حكم بطليموس الثاني. وورد اسمها أكثر من مرة في التوراة تحت اسم "يافو". وعندما استولى عليها جودفري أثناء الحملة الصليبية الأولى، قام بتحصينها وعمل على صبغها بالصبغة الإفرنجية، وأطلق عليها اسم "جاهي"، وسلم أمرها إلى "طنكرد-تنكرد" أحد رجاله. ووردت يافا في بعض كتب التاريخ والجغرافية العربية في العصور العربية الإسلامية تحت اسم "يافا" أو "يافة" أي الاسم الحالي.
وتعرف المدينة الحديثة باسم " يافا" ويطلق أهل يافا على المدينة القديمة اسم "البلدة القديمة" أو"القلعة".
وبقيت المدينة حتى عام النكبة 1948 م، تحتفظ باسمها ومدلولها "يافا عروس فلسطين الجميلة" حيث تكثر بها وحولها الحدائق،وتحيط بها أشجار البرتقال "اليافاوي" و"الشموطي" ذي الشهرة العالمية والذي كان يصدر إلى الخارج منذ القرن التاسع للميلاد.
يافا في عصر الحديد (1000-332 ق.م):
تتميز هذه الفترة في فلسطين باتساع العلاقات الدولية والتداخلات السياسية التي حتمت على سكان فلسطين "الكنعانيين" أن يكافحوا بكل قوة للحفاظ على كيانهم السياسي والاجتماعي، ضد القوى الكبرى المجاورة المتمثلة بالمصريين، والآشوريين، ثم الغزوات الخارجية المتمثلة بالغزو الفلسطيني "الإيجي"، القادم من جزر بحر إيجة ، الذي حاول أن يمد سيطرته على المزيد من المناطق الفلسطينية بعد استيلائه على القسم الجنوبي من الساحل، ما بين يافا إلى غزة، ثم الغزو اليهودي القادم عبر نهر الأردن، ومحاولاته المستمرة في تثبيت أقدامه على أرض فلسطين، وقد ترتب على ذلك كله اتساع مجالات الصراع على الساحة الفلسطينية بين الكنعانيين من جهة، وبين كل من الفلسطينيين واليهود من جهة أخرى، ثم الصراع بين الغزاة الفلسطينيين " الإيجيين " واليهود وسط تعاظم النفوذ الخارجي للدول الكبرى المجاورة.
وفي خضم هذا الصراع كان الساحل الفلسطيني من شمال يافا إلى عكا تابعاً للنفوذ الفينيقي أما منطقة الساحل من يافا إلى حدود مصر، فقد كان لها وضع خاص التفت حوله مصلح جميع الأطراف المتصارعة، فالأدلة تشير إلى أن هذه المنطقة كانت تتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي من خلال التعايش بين الكنعانيين والعناصر الفلسطينية "الإيجية " التي استقرت في المنطقة، مع الاعتراف بالنفوذ المصري الذي كان يركز على الاحتفاظ بحرية الملاحة التجارية والبحرية في موانئ يافا، وعسقلان، وغزة، فاحتفظ المصريون بمركز إداري رئيس لهم في غزة ، وبمركز آخر أقل أهمية في يافا، كما كانت لهم حاميات في يافا وفي أماكن أخرى في فلسطين.
يافا في الحضارة الهلينستية ( 332 ق.م - 324 م ):
انتهى الحكم الفارسي لفلسطين عام 331 ق.م، بعد أن هزم اليونانيون الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني (356 -323 ق.م) فدخلت فلسطين في العصر الهلينستية، الذي امتد حتى عام 324 م، عندما انتقلت مقاليد الأمور بفلسطين إلى البيزنطيين. الحضارة الهلينستية هي مزيج بين الحضارات الشرقية واليونانية وكانت مدينة الإسكندرية مركزاً لها، وقد كان الاسكندر هو صاحب فكرة دمج الحضارات في حضارة واحدة. وقد عرف قاموس المصطلحات المصري الهيلينسية: "أسلوب من الفن اليوناني أو المعماري أثناء الفترة من موت الاسكندر الأكبر عام 323 ق.م حتى ارتقاء أغسطس قيصر عام 27 ق.م . وتشير الأدلة إلى أن مدينة يافا قد حظيت باهتمام خاص في العصر الهيلنستي حيث اهتم بها اليونانيون كمدينة ومرفأ هام على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، تمثل قاعدة هامة بين بلادهم وفلسطين، في فترات تميزت بالاتصال الدولي والنشاط التجاري بين بلاد الشام والأقطار العربية المجاورة، وبلاد اليونان، وجزر البحر المتوسط.
يافا في العصر الروماني:
في نهاية العصر الهيلنستي ظهرت روما كدولة قوية في غرب البحر المتوسط، وأخذت تتطلع لحل مكان الممالك الهيلينية في شرق البحر المتوسط، فانتهز قادة روما فرصة وجود الاضطراب والتنافس بين الحكام، وأرسلوا حملة بقيادة "بومبي" "بومبيوس" الذي استطاع احتلال فلسطين، فسقطت مدينة يافا تحت الحكم الروماني عام 63 ق.م، الذي استمر إلى نحو 324م، وقد لقيت يافا خلال حكم الرومان الكثير من المشاكل، فتعرضت للحرق والتدمير، أكثر من مرة بسبب كثرة الحروب والمنازعات بين القادة أحياناً، وبين السلطات الحاكمة والعصابات اليهودية التي كانت تثور ضد بعض الحكام أو تتعاون مع أحد الحكام ضد الآخرين، أحياناً أخرى. وكانت هذه المحاولات تقاوم في أغلب الأحيان بكل عنف فعندما اختلف " بومبيوس" مع يوليوس قيصر، استغل اليهود الفرصة، وتعاونوا مع يوليوس في غزوه لمصر فسمح لهم بالإقامة في يافا مع التمتع بنوع من السيادة. وعندما تمردوا على الحكم عام 39 ق.م " في عهد انطونيوس " أرسل القائد الروماني " سوسيوس " (SoSius ) جيشاً بقيادة " هيروز " لتأديبهم واستطاع إعادة السيطرة الكاملة على المدن المضطربة وبخاصة يافا، والخليل، ومسادا (مسعدة ) ثم القدس عام 37 ق.م. وقد عاد للمدينة استقرارها وأهميتها عندما استطاعت " كليوباترا" ملكة مصر في ذلك الوقت احتلال الساحل الفلسطيني وإبعاد هيرودوس، حيث بقي الساحل الفلسطيني، ومن ضمنه مدينة يافا تابعاً " لكليوباترا " حتى نهاية حكمها عام 30 ق.م .
وفي نهاية عهد أغسطس قيصر ( 27 ق.م -14م ) ضم الرومان مدينة يافا إلى سلطة " هيرودوس الكبير " إلا أن سكان المدينة قاوموه بشدة، فانشأ ميناءً جديداً في قيسارية (63 كم شمال يافا ) مما أثر تأثيراً كبيراً على مكانة يافا وتجارتها، ولم يمض وقت طويل حتى عادت المدينة ثانية لسيطرة هيرودوس، ثم لسلطة ابنه " أركيلوس " في حكم المدينة من بعده حتى عام 6 ق.م عندما ألحقت فلسطين بروما وأصبحت " ولاية " رومانية.
يافا في العهد البيزنطي (324 م - 636 م ):
دخلت يافا في حوزة البيزنطيين في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول (324 - 337 م ) الذي اعتنق المسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي. وقد شهدت فلسطين عامة أهمية خاصة في هذا العصر لكونها مهد المسيحية. وقد احتلت يافا مركزاً مرموقاً في العهد البيزنطي، إذ كانت الميناء الرئيس لاستقبال الحجاج المسيحيين القادمين لزيارة الأرض المقدسة.
يافا في العصر العربي الإسلامي (15 هـ -1367 هـ-636م -1948 م ):
يتميز العصر العربي الإسلامي في مدينة يافا خاصة، وفي فلسطين عامة، بمميزات هامة تجعله مختلفاً تماماً عن العصور السابقة، سواء منها البيزنطية، أم الهيلنستية، أم الفارسية، أم غيرها. فالفتح العربي الإسلامي لفلسطين لم يكن من أجل التوسع أو نشر النفوذ ، أو إقامة الإمبراطوريات، إنما بدوافع دينية لنشر دين الله وتخليص الشعوب المغلوبة على أمرها، ويبدو ذلك بكل وضوح في عدم تعرض مدن فلسطين إلى أي تدمير عند فتحها. لقد استطاعت الموجة العربية الإسلامية القادمة من الجزيرة العربية، في القرن السابع الميلادي تحرير بني قومها من سيطرة البيزنطيين، ومن ثم تعزيز الوجود العربي فيها، ورفده بدماء عربية جديدة، حيث سبقتها الموجات العربية القديمة، من أنباط حوالي 500 ق.م، وآراميين حوالي 1500 ق. م، وآموريين، وكنعانيين، حوالي 3000 ق.م. وكانت القبائل العربية المختلفة وفي مقدمتها طائفة من لخم يخالطها أفراد من كنانة قد نزلت يافا. وظلت الروابط العرقية والاجتماعية والثقافية والتجارية تتجدد بين فلسطين والجزيرة العربية الأم، فعندما بدأ الفتح العربي الإسلامي تضامن عرب فلسطين والشام مع إخوانهم العرب المسلمين للتخلص من حكم الرومان الأجنبي واضطهاده لهم. لقد أصبحت فلسطين بعد الفتح العربي الإسلامي إقليماً من أقاليم الدولة الإسلامية، ونعمت في ظلها بعصر من الاستقرار لم تعرفه من قبل، فاستراحت من الحروب التي كانت تجعل أرضها ساحة للمعارك.
الدولة العثمانية:
بعد انهيار الحكم المملوكي، دخلت كل من مصر وبلاد الشام، بما فيها فلسطين في عهد الدولة العثمانية. وفي مطلع ذي القعدة عام 922 هـ، كانون الأول، ( ديسمبر ) 1517 م استسلمت المدن الرئيسية في فلسطين، ومنها يافا، والقدس، وصفد، ونابلس للدولة العثمانية دون مقاومة. كما امتد السلطان العثماني إلى جميع أقطار الوطن العربي. ومن الجدير بالذكر أن العرب كانوا يعتبرون الدولة العثمانية امتداداً للدولة الإسلامية التي ورثت الخلافة الإسلامية، وقضت على الدولة البيزنطية. ومن مميزات العهد العثماني أنه أبقى على وحدة الأقطار العربية، وعلى العلاقات الطبيعية بينها، إذ تشير الأدلة إلى وجود علاقات تجارية وثقافية وثيقة بين مصر وبلاد الشام عامة، ومصر وفلسطين خاصة، حيث وجد في مصر حرفيون فلسطينيون ينتمون إلى جميع المناطق الفلسطينية، منهم اليافي، والغزي، والنابلسي، والخليلي، وغيرهم.
تحتل مدينة يافا موقعا طبيعياً متميزا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند التقاء دائرة عرض 32.3ْ شمالا وخط طول 34.17 شرقا، وذلك الى الجنوب من مصب نهر العوجا بحوالي 7 كيلو مترات وعلى بعد 60 كيلو متر شمال غرب القدس، وقد اسهمت العوامل الطبيعية في جعل هذا الموقع منيعا يشرف على طرق المواصلات والتجارة، وهي بذلك تعتبر احدى البوابات الغربية الفلسطينية، حيث يتم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وافريقيا، وكان لافتتاح مينائها عام 1936 دور كبير في ازدهارها فيما بعد
واحتفظت مدينة يافا بهذه التسمية " يافا أو "يافة" منذ نشأتها مع بعض التحريف البسيط دون المساس بمدلول التسمية. والاسم الحالي "يافا" مشتق من الاسم الكنعاني للمدينة يافا التي تعني الجميل أو المنظر الجميل، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن جميع تسميات المدينة التي وردت في المصادر القديمة تعبر عن معنى "الجمال". وأقدم تسجيل لاسم يافا وصلنا حتى الآن، جاء باللغة الهيروغليفية، من عهد "تحتمس الثالث" حيث ورد اسمها "يوبا" أو "يبو" حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، ضمن البلاد الآسيوية التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية المصرية، وتكرر الاسم بعد ذلك في بردية مصرية أيضاً ذات صفة جغرافية تعرف ببردية " أنستازي الأول" تؤرخ بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقد أشارت تلك البردية إلى جمال مدينة يافا الفتان بوصف شاعري جميل يلفت الأنظار.
ثم جاء اسم يافا ضمن المدن التي استولى عليها "سنحاريب" ملك آشور في حملته عام 701 قبل الميلاد على النحو التالي : "يا – اب – بو" وورد اسمها في نقش أمير صيدا، يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، على النحو التالي: "جوهو"، حيث أشار فيه إلى أن ملك الفرس قد منحه " يافا " ومدينة "دور" مكافأة له على أعماله الجليلة. أما في العهد الهلينستي، فقد ورد الاسم يوبا وذكر بعض الأساطير اليونانية القديمة أن هذه التسمية "يوبا" مشتقة من "يوبي" بنت إله الريح عند الرومان. كما جاء اسم يافا في بردية " زينون"، التي تنسب إلى موظف الخزانة المصرية الذي ذكر أنه زارها في الفترة ما بين (259-258 ق .م) أثناء حكم بطليموس الثاني. وورد اسمها أكثر من مرة في التوراة تحت اسم "يافو". وعندما استولى عليها جودفري أثناء الحملة الصليبية الأولى، قام بتحصينها وعمل على صبغها بالصبغة الإفرنجية، وأطلق عليها اسم "جاهي"، وسلم أمرها إلى "طنكرد-تنكرد" أحد رجاله. ووردت يافا في بعض كتب التاريخ والجغرافية العربية في العصور العربية الإسلامية تحت اسم "يافا" أو "يافة" أي الاسم الحالي.
وتعرف المدينة الحديثة باسم " يافا" ويطلق أهل يافا على المدينة القديمة اسم "البلدة القديمة" أو"القلعة".
وبقيت المدينة حتى عام النكبة 1948 م، تحتفظ باسمها ومدلولها "يافا عروس فلسطين الجميلة" حيث تكثر بها وحولها الحدائق،وتحيط بها أشجار البرتقال "اليافاوي" و"الشموطي" ذي الشهرة العالمية والذي كان يصدر إلى الخارج منذ القرن التاسع للميلاد.
يافا في عصر الحديد (1000-332 ق.م):
تتميز هذه الفترة في فلسطين باتساع العلاقات الدولية والتداخلات السياسية التي حتمت على سكان فلسطين "الكنعانيين" أن يكافحوا بكل قوة للحفاظ على كيانهم السياسي والاجتماعي، ضد القوى الكبرى المجاورة المتمثلة بالمصريين، والآشوريين، ثم الغزوات الخارجية المتمثلة بالغزو الفلسطيني "الإيجي"، القادم من جزر بحر إيجة ، الذي حاول أن يمد سيطرته على المزيد من المناطق الفلسطينية بعد استيلائه على القسم الجنوبي من الساحل، ما بين يافا إلى غزة، ثم الغزو اليهودي القادم عبر نهر الأردن، ومحاولاته المستمرة في تثبيت أقدامه على أرض فلسطين، وقد ترتب على ذلك كله اتساع مجالات الصراع على الساحة الفلسطينية بين الكنعانيين من جهة، وبين كل من الفلسطينيين واليهود من جهة أخرى، ثم الصراع بين الغزاة الفلسطينيين " الإيجيين " واليهود وسط تعاظم النفوذ الخارجي للدول الكبرى المجاورة.
وفي خضم هذا الصراع كان الساحل الفلسطيني من شمال يافا إلى عكا تابعاً للنفوذ الفينيقي أما منطقة الساحل من يافا إلى حدود مصر، فقد كان لها وضع خاص التفت حوله مصلح جميع الأطراف المتصارعة، فالأدلة تشير إلى أن هذه المنطقة كانت تتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي من خلال التعايش بين الكنعانيين والعناصر الفلسطينية "الإيجية " التي استقرت في المنطقة، مع الاعتراف بالنفوذ المصري الذي كان يركز على الاحتفاظ بحرية الملاحة التجارية والبحرية في موانئ يافا، وعسقلان، وغزة، فاحتفظ المصريون بمركز إداري رئيس لهم في غزة ، وبمركز آخر أقل أهمية في يافا، كما كانت لهم حاميات في يافا وفي أماكن أخرى في فلسطين.
يافا في الحضارة الهلينستية ( 332 ق.م - 324 م ):
انتهى الحكم الفارسي لفلسطين عام 331 ق.م، بعد أن هزم اليونانيون الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني (356 -323 ق.م) فدخلت فلسطين في العصر الهلينستية، الذي امتد حتى عام 324 م، عندما انتقلت مقاليد الأمور بفلسطين إلى البيزنطيين. الحضارة الهلينستية هي مزيج بين الحضارات الشرقية واليونانية وكانت مدينة الإسكندرية مركزاً لها، وقد كان الاسكندر هو صاحب فكرة دمج الحضارات في حضارة واحدة. وقد عرف قاموس المصطلحات المصري الهيلينسية: "أسلوب من الفن اليوناني أو المعماري أثناء الفترة من موت الاسكندر الأكبر عام 323 ق.م حتى ارتقاء أغسطس قيصر عام 27 ق.م . وتشير الأدلة إلى أن مدينة يافا قد حظيت باهتمام خاص في العصر الهيلنستي حيث اهتم بها اليونانيون كمدينة ومرفأ هام على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، تمثل قاعدة هامة بين بلادهم وفلسطين، في فترات تميزت بالاتصال الدولي والنشاط التجاري بين بلاد الشام والأقطار العربية المجاورة، وبلاد اليونان، وجزر البحر المتوسط.
يافا في العصر الروماني:
في نهاية العصر الهيلنستي ظهرت روما كدولة قوية في غرب البحر المتوسط، وأخذت تتطلع لحل مكان الممالك الهيلينية في شرق البحر المتوسط، فانتهز قادة روما فرصة وجود الاضطراب والتنافس بين الحكام، وأرسلوا حملة بقيادة "بومبي" "بومبيوس" الذي استطاع احتلال فلسطين، فسقطت مدينة يافا تحت الحكم الروماني عام 63 ق.م، الذي استمر إلى نحو 324م، وقد لقيت يافا خلال حكم الرومان الكثير من المشاكل، فتعرضت للحرق والتدمير، أكثر من مرة بسبب كثرة الحروب والمنازعات بين القادة أحياناً، وبين السلطات الحاكمة والعصابات اليهودية التي كانت تثور ضد بعض الحكام أو تتعاون مع أحد الحكام ضد الآخرين، أحياناً أخرى. وكانت هذه المحاولات تقاوم في أغلب الأحيان بكل عنف فعندما اختلف " بومبيوس" مع يوليوس قيصر، استغل اليهود الفرصة، وتعاونوا مع يوليوس في غزوه لمصر فسمح لهم بالإقامة في يافا مع التمتع بنوع من السيادة. وعندما تمردوا على الحكم عام 39 ق.م " في عهد انطونيوس " أرسل القائد الروماني " سوسيوس " (SoSius ) جيشاً بقيادة " هيروز " لتأديبهم واستطاع إعادة السيطرة الكاملة على المدن المضطربة وبخاصة يافا، والخليل، ومسادا (مسعدة ) ثم القدس عام 37 ق.م. وقد عاد للمدينة استقرارها وأهميتها عندما استطاعت " كليوباترا" ملكة مصر في ذلك الوقت احتلال الساحل الفلسطيني وإبعاد هيرودوس، حيث بقي الساحل الفلسطيني، ومن ضمنه مدينة يافا تابعاً " لكليوباترا " حتى نهاية حكمها عام 30 ق.م .
وفي نهاية عهد أغسطس قيصر ( 27 ق.م -14م ) ضم الرومان مدينة يافا إلى سلطة " هيرودوس الكبير " إلا أن سكان المدينة قاوموه بشدة، فانشأ ميناءً جديداً في قيسارية (63 كم شمال يافا ) مما أثر تأثيراً كبيراً على مكانة يافا وتجارتها، ولم يمض وقت طويل حتى عادت المدينة ثانية لسيطرة هيرودوس، ثم لسلطة ابنه " أركيلوس " في حكم المدينة من بعده حتى عام 6 ق.م عندما ألحقت فلسطين بروما وأصبحت " ولاية " رومانية.
يافا في العهد البيزنطي (324 م - 636 م ):
دخلت يافا في حوزة البيزنطيين في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول (324 - 337 م ) الذي اعتنق المسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي. وقد شهدت فلسطين عامة أهمية خاصة في هذا العصر لكونها مهد المسيحية. وقد احتلت يافا مركزاً مرموقاً في العهد البيزنطي، إذ كانت الميناء الرئيس لاستقبال الحجاج المسيحيين القادمين لزيارة الأرض المقدسة.
يافا في العصر العربي الإسلامي (15 هـ -1367 هـ-636م -1948 م ):
يتميز العصر العربي الإسلامي في مدينة يافا خاصة، وفي فلسطين عامة، بمميزات هامة تجعله مختلفاً تماماً عن العصور السابقة، سواء منها البيزنطية، أم الهيلنستية، أم الفارسية، أم غيرها. فالفتح العربي الإسلامي لفلسطين لم يكن من أجل التوسع أو نشر النفوذ ، أو إقامة الإمبراطوريات، إنما بدوافع دينية لنشر دين الله وتخليص الشعوب المغلوبة على أمرها، ويبدو ذلك بكل وضوح في عدم تعرض مدن فلسطين إلى أي تدمير عند فتحها. لقد استطاعت الموجة العربية الإسلامية القادمة من الجزيرة العربية، في القرن السابع الميلادي تحرير بني قومها من سيطرة البيزنطيين، ومن ثم تعزيز الوجود العربي فيها، ورفده بدماء عربية جديدة، حيث سبقتها الموجات العربية القديمة، من أنباط حوالي 500 ق.م، وآراميين حوالي 1500 ق. م، وآموريين، وكنعانيين، حوالي 3000 ق.م. وكانت القبائل العربية المختلفة وفي مقدمتها طائفة من لخم يخالطها أفراد من كنانة قد نزلت يافا. وظلت الروابط العرقية والاجتماعية والثقافية والتجارية تتجدد بين فلسطين والجزيرة العربية الأم، فعندما بدأ الفتح العربي الإسلامي تضامن عرب فلسطين والشام مع إخوانهم العرب المسلمين للتخلص من حكم الرومان الأجنبي واضطهاده لهم. لقد أصبحت فلسطين بعد الفتح العربي الإسلامي إقليماً من أقاليم الدولة الإسلامية، ونعمت في ظلها بعصر من الاستقرار لم تعرفه من قبل، فاستراحت من الحروب التي كانت تجعل أرضها ساحة للمعارك.
الدولة العثمانية:
بعد انهيار الحكم المملوكي، دخلت كل من مصر وبلاد الشام، بما فيها فلسطين في عهد الدولة العثمانية. وفي مطلع ذي القعدة عام 922 هـ، كانون الأول، ( ديسمبر ) 1517 م استسلمت المدن الرئيسية في فلسطين، ومنها يافا، والقدس، وصفد، ونابلس للدولة العثمانية دون مقاومة. كما امتد السلطان العثماني إلى جميع أقطار الوطن العربي. ومن الجدير بالذكر أن العرب كانوا يعتبرون الدولة العثمانية امتداداً للدولة الإسلامية التي ورثت الخلافة الإسلامية، وقضت على الدولة البيزنطية. ومن مميزات العهد العثماني أنه أبقى على وحدة الأقطار العربية، وعلى العلاقات الطبيعية بينها، إذ تشير الأدلة إلى وجود علاقات تجارية وثقافية وثيقة بين مصر وبلاد الشام عامة، ومصر وفلسطين خاصة، حيث وجد في مصر حرفيون فلسطينيون ينتمون إلى جميع المناطق الفلسطينية، منهم اليافي، والغزي، والنابلسي، والخليلي، وغيرهم.
رد: يافا عروس البحر
مشكووور اخي المهاجر عالمعلومات الرااائعة عن عروس البحر يافا
رد: يافا عروس البحر
هلا بيك زعيم
واتمني ترجع فلسطين لصحابها باسرع وقت
واتمني ترجع فلسطين لصحابها باسرع وقت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى